من اعلام المنطقة 2

السلام عليكم : نتواصل مع اعلام منطقة الطيبات بعد الموضوع الاول المتعلق بالشيخ الفاضل اللقاني
اليكم اليوم نبذة من حياة الشيخ الفاضل : الطالب محمد بن سليمان رحمة الله عليه

﴿الشيخ الفاضل محمد بن سليمان حمداوي ﴾
1) اسمه الحقيقي :
هو الشيخ الفاضل محمد بن سليمان حمداوي الشريف نسبا الطيباتي موطنا وأصلا المالكي مذهبا و التجاني طريقة
نسبه ومولده : ينسب إلى السلالة الشريفة من ذرية الحسين ابن علي _ رضي الله عنهما _ وهذا ما ورد في الشجرة العائلية المرفقة بالترجمة أبوه سليمان بن أحمد وأمه أم الخير بنت محمد راشدي من عرش أولاد السايح أولاد سيدي أحمد أولاد السايح الأشراف.
ولد خلال سنة 1910 م بحي الغربية بالطيبات
2) نشأته ودراسته :
عند بلوغ شيخنا سن الرابعة من عمره وافت المنية والده سليمان دفين مقبرة سيدي محمد بن السايح بالطيبات , فعاش تحت كفالة جده من أمه الشيخ " محمد بالراشد " والذي رباه أحسن تربية وعلمه كتاب الله على يد خاله الطالب المشري إضافة إلى أخذ بعض المبادئ الأولية في العلوم وحفظ بعض المتون كابن عاشر و الأخضري في الفقه ومتن الأجرومية في النحو ثم أقام رحمه الله أيام شبابه مدة من الزمن في زاوية سيدي علي بن الصديق ( أم الزبد ) فتتلمذ على يد الشيخ التجاني بن محمد السايح نصيري الذي كان مدرسا بزاوية سيدي محمد بن الصديق , فكان مما درس عليه حينها شرح المتون التي حفضها سابقا , فكان ذلك دافعا له على المزيد من المعارف الدينية واللغوية .
وانتقل شيخنا _ رحمه الله _ بعد وفاة سيدي علي بن الصديق عام 1936م إلى تونس بمساعدة شيخ الزاوية التجانية الشيخ سيدي أحمد التجاني التيماسيني ومكث بزاويته هناك .
ثم التحق بجامع الزيتونه المعمور فمكث به مدة عامين درس بعض المواد كالفقه و التجويد والنحو
3) شيوخه :
درس الشيخ محمد بن سليمان طيلة حياته والتي تنقسم فيها تعليمه إلى ثلاث فترات
1) أولا في حال صباه :تتلمذ على يد خاله " الطالب المشري "
2) ثانيا أيام إقامته بزاوية سيدي علي بن الصديق : درس على الشيخ التجاني بن محمد السايح
ثالثا دراسته بالزيتونة : ة التي كان من شيوخها الشيخ " التازي " في علم النحو والشيخ " ميدون " في الفقه و الشيخ " زفزوف " في التجويد , ومن شيوخه الذين أخذ عليهم مسائل و تصحيحات وبعض الفتاوى نذكر " الشيخ محمد اللقاني بن السايح " و قد كان بينه وبين الشيخ محبة كبيرة وإجلال كما تحصل شيخنا على إجازة علمية من الشيخ اللقاني عام 1963م عقب خطاب ألقه بحضرته .
4) أهم أعماله :
اشتغل شيخنا بتعليم القرآن الكريم و العلوم الدينية وهو في سن السابعة عشرة من عمره أولا لدى عائلة "الحاج محمد مسعودي" و التي كانت تتنقل بمواشيها عبر البوادي ثم كان انتقاله إلى زاوية سيدي علي بن الصديق بأم الزبد فدرّس بها قرابة الخمس سنوات .
وفي تلك الفترة تزوج بابنة خاله محمد السايح _ رحمه الله _ بمساعدة من زاوية سيدي علي بن الصديق خلال سنة 1932م فأنجبت له ولدين وبنات لازالوا على قيد الحياة _ بارك الله في أيامهم _ .
و بعد رجوع شيخنا من تونس سنة 1938م عمل مدرسا بمسجد الدليليعي يعلم كتاب الله و العلوم الدينية واللغوية تحت رعاية الشريف الحاج عماري وذلك لمدة أربعة سنوات ثم كان استقراره بقرية القواشيش الشرقية ومكث بها يؤم الناس ويعلمهم من حين لآخر كان ينتقل إلى القرى المتناثرة هنا وهناك لتبليغ رسالة العلم والدين فاستفاد منه الكثير من خاصة الناس وعامتهم داخلها أو خارجها كوادي سوف التي كان يقضي بها أياما للتدريس و الإفتاء .
كما يعتبر شيخنا مقدما للطريقة التجانية بإجازة من الشيخ "سيدي عبد الجبار"بن سيدي محمد " الخليفة العام السابق للطريقة التجانية بعين ماضي ولاية الأغواط _ رحمه الله _ وذلك منذ سنة 1979م أبرز تلامذته : تتلمذ على يد الشيخ أعداد لابأس بها من شباب وناشئة المنطقة عند " الحاج مسعودي " ثم بزاوية سيدي علي بن الصديق و الذين من أشهرهم أبناء الزاوية كالسيد "أحمد بن الأخضر بن الصديق و السيد الأخضر بن محمد بن الصديق و السيد محمود بن سيدي علي وعبد المجيد مصري وغيرهم وأخواه أحمد والطاهر وغيرهم .
أما عن تلامذته بمسجد الدليليعي فنذكر منهم الطالب أمعمر عماري وأخوه محمد العيد وابن عمهما السايح عماري ومحمد بن الحاج حنه , منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر أما عن فترة استقراره القواشيش فانه لا يتم استقصاء تلامذته وهذا لكثرتهم فقد كان لشيخنا المئات من تلاميذ الذين سمعوا منه وسمعوا عنه ما يخصهم في مساره الديني .
5) جهاده :

في سنة 1956 م اتصل به القائد حشاني رحمه الله إبان ثورة التحرير المباركة لإشراكه في العمل النضالي والثوري وفي سنة 1960م اعتقلته السلطات الفرنسية لمدة 13 شهرا بتهمة النشاط الثوري واتصاله بقادة الثورة , وأطلق سراحه يوم 21 جانفي 1961م بقي بعدها تحت الإقامة الجبرية .
واصل عمله بعد ذلك مدرسا وإماما وداعية إلى غاية الثمانينيات حيث غلب عليه المرض الذي أقعده عن نشاطه الدءوب , ومع ذلك كان يتردد على زاويته الكثير من زواره و تلاميذه وأصدقائه وأحبابه ...الخ
6) آثاره :
من أهم مؤلفاته _رحمه الله_ والتي لا تزال مخطوطة إلى الآن رغم محاولاته واتصاله ببعض الجهات طلبا للمساعدة إلا أنها بقيت على حالها إلى يومنا هذا منها:
• الرد القويم على أهل الانتقاد والتهديم ( خاص بالطريقة التجانية)
• صك تدوين في الحديث النبوي الشريف
• رسالة في الميراث
• شرح الياقوتة الفريدة في شرح جوهرة الكمال في مدح سيد الرجال .
• أرجوزة التوحيد ( شعر من نظمه بها أربعين بيتا )
• رسائل ومنضو مات مختلفة في قضايا فقهية عامه .
9) وفاته :
أصيب رحمه بمرض مزمن منذ سنة 1987م أقعده الفراش ومنعه من كثير من أعماله الجليلة التي كان يقوم بها من تأليف وتدريس وغيره إلى أن وافاه الأجل يوم الأربعاء 04 الأربعاء 1994 م بقرية القواشيش حيث صلى عليه الخليفة التماسيني البشير بن سيدي العيد بحضور سيدي احميده نجل الخليفة التجاني العام سيدي عبد الجبار بن سيدي محمد وجمع كبير من أحباب شيخنا وأصدقائه من سائر بلدان الجنوب الشرقي.

مشكور يا أخي أبو وائل على هذا المجهود واصل تميزك

بارك الله فيك يا اخي ابو وائل عن هذا البحث الذي يعتبر كنز من كنوز البلدة
وفقك الله و رحم الله مشايخنا